خاطرة كل طفل يقف أمام الدبابة
ماذا يقول؟؟
ماذا يشعر؟؟
ماذا ينتظر؟؟
تسير النفس حائرة
بين جدران سوداء
جدران: لالا لا إنها متاهة
ضمن هذه المتاهة بقعة نور
أقف لتارة ثم .........ثم ً ماذا؟؟
أجلس أشعر بالدفء لأول مرة منذ زمنٍ بأمان بالحب و الحنان
وبعد؟
فجأة ...أ سمع أصوات ...أقف بارتباك
أصوات انفجارات زئير الطائرات محركات الدبابات
اطلاق .. قذيفة .. لا لا لالالااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
سقطت الجدران وتهاوت .
من بعيد اجري اجري اجري
صوت ما يقول اجري بعد تساقط الجدران
أركض و أركض أتعثر بحجر وأقع ولكن
شعور جميل أشعر بالدفء بالحنان
انه حضن أمي رائحتها ؟ لا أعلم ؟
ظهر النور مرّة آخرى
ارفع رأسك انظر حولك
إنها الطبيعة مدت كفيها وعانقتك بكل حنان
أظلتك تحت أشجارها
أسقتك من مائها
والآن ماذا بعد؟
أنام أم أبقى يقظة ؟
أما الآن تتسائل من أنا ؟؟
أنا التي استبعدت , واستوطن الأغراب في أرضي
فتاة حافية
قدمان داميتان أدماهما المسير
جسم هزيل عينان حمراوان لا تريا النوم
آوتها الطبيعة لدقائق
الآن
أنا نائمة على عشبها
أشرب من مائها
أستدفء بشمسها
لحظات رائعة .... الآن .... أسمع صوتا.... أنه صوت بعيد
إنه يقترب ويقترب أكثر
زئير الطائرات القاصفات
إنها الدبابات دبابات الدمار قتلت أمي , أبي , إخوتي
يالله اللعنة
قفي بكل إيمان
احملي حجرك
اصمدي
والآن ظهرت الدبابة
الآن الدبابة أمامك
الحجر بيدك
ترين الله ترين الحبيب محمد يفتح ذراعيه ليضمك
ترين أمك الحنون و أباك الصبور وإخوتك يلعبون
الكل بانتظارك
ارمي حجرك الآن هيا
ثم انتهت المأساة إلى رب العباد
تلقت القذيفة فتناثرت شظاياها كالزهور العطرة في كل مكان
وفاح في ذاك المكان رائحة المسك العطرة
وسط جو ساده السواد والرياح العاصفة لتشرق الشمس بعدها من جديد
أخي القارئ تصور نفسك للحظات مكان هذه الطفلة ماذا ستفعل وكم ستتحمل وتصبر
اسئل نفسك كم ستتحمل من العناء لكي تصل للشهادة????